Logo
ositcom-web-development-in-lebanon
Ad Image

أخبار ذات صلة

المفتي الشهيد..سيرة طبعت في أذهان الاحرار / المحامي فؤاد مطر

May 11, 2025, 10:29 a.m.

فؤاد مطر | مقالات






إن إجماع العلماء والقيادات على اختيار الشيخ حسن خالد لمنصب الافتاء في الجمهورية اللبنانية بتاريخ ١٩٦٦/١٢/٢١ كانت أملا في استنهاض العمل الاسلامي والوطني وبالفعل تم تعزيز دور دار الفتوى كمرجعية وطنية جامعة حيث احتوت تحت سقفها كافة الاتجاهات
لقد اراد المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد ان تكون دار الفتوى حاضنة لكل اللبنانيين فبنى جسور الحوار الوطني لانه حظي بتقدير كل المكونات،
لم ينفصل سماحته عن واقع الحياة مما زاده قيمة وقدرة الى جانب قوة شخصيته وعقلانيته واستقلاليته.
كان المفتي الشهيد عالما وفقيها يتمتع بفكر منفتح وعلم واسع وارادة صلبة لا تلين امام العواصف بل يتمرد على الواقع السيء ولا يصرف نظر عن اي اعوجاج،فكم سجلت مواقفه الجريئة في ذاكرة الناس لانه لم يكن يهادن او يساوم على حق .
شارك في تأسيس العديد من المنظمات والروابط الاسلامية مدافعا عن قضايا العروبة وهو القائل:" لقد كان فضل الاسلام على العروبة ان خرجت به من قوقعتها التي فرضها عليها قبليتها في الماضي وجعلها تنظر على قوميتها العربية النظرة المرحلية التي تؤمن بوجوب الانتقال منها إلى الاممية والعالمية " وتكريما لحرصه على الوحدة بين كل المواطنين منحه وسلمه الرئيس جمال عبد الناصر الدكتوراه الفخرية،
إمتاز وتميز المفتي الشهيد بالاعتدال ونبذ الفتن ومحاربة لاي دعوة فئوية وتصدى لكل عوامل التفرقة الطائفية والمذهبية والمناطقية ،وواجه دعوات الانقسام والتقسيم والاقتتال وحض على وقف الحرب العبثية ودعا للوحدة الوطنية واستطاع ان يكون الملاذ الآمن لكل اللبنانيين في ظل الفوضى فقام بنشاط بارز في دار الفتوى وساهم بدور بالغ الاهمية بالشأن الوطني اللبناني حاملا هموم وشجون كل الشعب اللبناني بكافة أطيافه في جولاته العالمية من أجل جمع الكلمة ووحدة الصف ،وتحولت الدار إلى خلية حيوية اجتماعية واصبحت تضم هيئة اغاثة واعمار،وثكنة مدنية للزود عن المجتع وسراية للتشاور وعقد المؤتمرات الوطنية والشعبية,
بنى المفتي الشهيد جسور التلاقي في قمتي عرمون وبيت الدين في اعقاب حرب السنتين للعبور للسلم الاهلي ،واطلق وثيقة دار الفتوى للثوابت العشر في العام ١٩٨٣ وصاغها مع الامام محمد مهدي شمس الدين التي أكدت على ان لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه التي أقرها فيما بعد اتفاق الطائف في مقدمة الدستور،
تصدى المفتي الشهيد للاجتياح الاسرائيلي على بيروت وإفرازاته فكانت دعوته لصلاة العيد في الملعب البلدي في صيف عام ١٩٨٣ أبرز صورة لوحدة الصف الاسلامي التي شكلت منعطفا لتحرير بيروت وعدم الاستسلام امام جبروت جحافل جيش الدفاع الاسرائيلي وانتجت انتصارا في اسقاط اتفاق ١٧ أيار المذل ،
لن ينسى الشعب اللبناني جرأة سماحته في انتقاداته لتجاوزات النظام السوري في لبنان وعدم اكتراثه لاية املاءات او ابتزازات،
اطلق بصوته الصارخ وبرؤيته الثاقبة بانه يجب ان نتمسك بمشروع الدولة وفض صيغة الاتفاق الثلاثي الميليشيوية ،وكان همه الاساسي قيام الدولة بمهامها تجاة كل المواطنين دون تفرقة اوتمييز،
لم يأبه الشهيد البطل للترهيب والتهديدات بالتصفية بل وقف بصدره المفعم بالشجاعة اللامتناهية وقلبه العارم بالايمان وبشجاعة الرجال ضد استباحة بيروت وترويع أهلها ،ومن منبر مسجد الامام علي بن ابي طالب في منطقة الطريق الجديدة حذر العابثين بأمن بيروت  وأدان كل من يساهم في التهجير والتفتيت والهيمنة والقهر والاذلال ،
كان سماحته يدعو دائما دون كلل اوملل الى ضرورة التفاهم وتصويب المسار لمجابهة التحديات دفاعا عن وحدة لبنان واستقلاله وعروبته.
كان وجود المفتي الشهيد حسن خالد في حياتنا صمام آمان وقيمة حضارية لما يمثله من افكار وما يمارسه من أداء مميز ودور قيادي فذ ،ولما يطلقه من مواقف سياسية تقاس بميزان العدالة  ،
في ١٩٨٩/٥/١٦ اغتالت يد الغدر مفتي لبنان لانه كان السد المنيع امام مشاريع تغييب الدور الوطني لبيروت ثغر العروبة وقلعة المقاومة،
تحول تشييع المفتي الى يوم للوحدة الوطنية بأبهى صورها ،وقد فتح البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ابواب بكركي لتقبل التعازي وودعته بقرع أجراس الكنائس حزنا وألما ،وسادت اجواء الحزن في كل لبنان،
كم نفتقد في هذه الايام لقامته الوطنية الاستثائية ،وما يصبرنا على  هذا المصاب الجلل ان سيرته تتوهج في كل يوم لتبقى نبراسا للعدالة والحرية والاستقلالية دون ارتهان ولاحياء الوحدة الوطنية الجامعة.

المفتي الشهيد حسن خالد
المفتي الشهيد حسن خالد

أخبار ذات صلة

ositcom-web-development-in-lebanon