لا تقتصر حياة الفنانين على الأضواء والشهرة والأموال فقط، فقد تتحول حياة بعضهم إلى مآسٍ لتسدل الستار على بريق النجومية بنهايات دامية غير متوقعة على غرار أفلامهم الشهيرة.
فقد تعرض عدد من نجوم الفن المشاهير في مصر إلى القتل، وخسروا حياتهم على يد قتلة بأبشع الطرق، ومنهم من فارق الحياة مخلفاً وراءه لغزاً لم يتم حله حتى اليوم.

فتحت لقاتلها الباب بنفسها
ومن تلك الحوادث، تعرض الفنانة الراحلة وداد حمدي للقتل عام 1994 على يد "ريجيسير" يدعى متى باسليوس، الذي قتلها طمعا في أموالها، في حادث شهير أثار ضجة كبيرة في مصر حينها.
وكانت الفنانة التي اشتهرت بخفة الظل وعرف عنها الحرص، حيث وضعت حاجزا حديديا أمام باب شقتها لتتقي شر القتلة والسارقين، ولم تكن تتخيل أنه رغم هذا الباب الحديدي ستقوم هي بنفسها بفتح الباب لقاتلها دون أن تدري أنها النهاية.
ودخلت بعدها لتحضير مشروب للريجيسير، الذي فاجأها بدوره وطعنها بسكين لتسقط قتيلة في الحال، وبدأ في البحث عن أموال في المنزل ولم يجد شيئاً.
إلا أن شعرة سقطت منه وعثر عليها في يد الضحية أثناء مقاومتها أدت إلى القبض عليه خلال 48 ساعة فقط، وحكم عليه بالإعدام لاحقا.
وقدمت الفنانة وداد حمدي عددا كبيرا من الأعمال الفنية الهامة، من بينها فيلم إشاعة حب، وشاطئ الغرام، وحسن ونعيمة، وعاشت للحب، ولحن الوفاء، والآنسة حنفي، وغيرها من الأعمال الشهيرة والهامة.

قتلت على يد موظف لدى زوجها
فنانة أخرى كانت نهايتها مأساوية، حيث قتلت غدرا في فبراير عام 2007، وهي الفنانة فاتن فريد، إذ لفظت أنفاسها الأخيرة داخل مستشفى الهرم بعد تلقيها عدة طعنات بالسكين في صدرها وبطنها على يد ياسر علي عبد الله البالغ من العمر وقتها 25 عاماً، الذي يعمل موظفا في محطة بنزين يملكها زوج الفنانة القتيلة.

وفي اعترافاته قال القاتل، إنه لم يكن ينوي قتل الفنانة فاتن، التي وصفها بأنها سيدة كريمة وطيبة ودائما ما كانت تغدق عليه بالمال وتساعده، لكنه قصد بيتها لتتوسط بينه وبين زوجها بعد أن طرده من العمل، إلا أن النقاش احتد بينهما فاستل سكينا وقام بطعنها.
يشار إلى أن فاتن فريد اشتهرت كمطربة وممثلة في فترة الثمانينيات، وأطلق عليها لقب "شبيهة وردة الجزائرية" أو "وردة المصرية"، وكانت أشهر أغنياتها "نص كلامك كذب".

جريمة شكلت لغزاً لم يحل إلى اليوم
إلى ذلك وفي حادث آخر قتل المخرج وكاتب السيناريو الشهير نيازي مصطفى بطريقة بشعة وغريبة، ولم يعرف قاتله ولا الدافع وراء مقتله حتى اليوم، وقيّدت قضيته ضد مجهول.
وعثر على المخرج مقتولا داخل شقته في أكتوبر عام 1986، وأول من اكتشف مقتله هو طباخه الخاص، حيث عثر عليه داخل غرفة نومه مكبل اليدين من الخلف برابطة عنق رجالي، واستخدمت شفرة حادة لقطع شرايين يده، ومكمم الفم بقطعة قماش.
إلا أن النيابة فشلت في العثور على الجاني نتيجة كثرة البصمات التي عثر عليها في منزل المخرج القتيل، وأثار مقتله عاصفة من الجدل وقتها بين المصريين.

يذكر أن نيازي مصطفى قدم عددا ضخما من الأعمال الفنية الشهيرة لكبار النجوم والفنانين، من بينها فيلم سلامة في خير، وسي عمر لنجيب الريحاني، وبنات حواء لمحمد فوزي، ورصيف نمرة 5 لفريد شوقي، وسر طاقية الإخفاء لعبد المنعم إبراهيم، ورابعة العدوية لنبيلة عبيد، والبحث عن فضيحة لعادل إمام ،وغيرها من الأفلام الهامة في تاريخ السينما المصرية.