March 12, 2024, 1:49 p.m.
شارك عدد كبير من نجوم الغناء والتمثيل في مصر، في العديد من الحملات الإعلانية التي باتت سمة مميزة في الموسم الرمضاني، ويتنافس كل منهم على الظهور بصورة ابتكارية، لتترك أثراً لدى الجماهير، فلم يعد الأمر قاصراً على الترويج لخدمة أو منتج ما، ولكن بات منافسة قوية يترقبها الجمهور.
خلال الساعات الماضية، نجحت بعض هذه الحملات الدعائية في جذب اهتمام الجمهور، وشغلت مساحة واسعة في النقاشات الدائرة عبر مواقع التواصل، أبرزها ترويج تامر حسني لإحدى شركات المواد الغذائية الشهيرة، لكن لسوء حظه أنّها ضمن قائمة الشركات التي طالب الجمهور بمقاطعتها، لكونها تابعة لشركات أميركية، تدعم الجيش الإسرائيلي، ما عرّضه لهجوم واسع، حيث استنكر كثيرون، إعلانه لدعم القضية الفلسطينية، في الأشهر الماضية وامتناعه عن إحياء الحفلات تأثراً بما يحدث للفلسطينيين، وفي الوقت نفسه يروّج لإحدى الشركات الداعمة للإسرائيليين، وتبين أنّه تعاقد على هذه الحملة قبل اندلاع أحداث طوفان الأقصى في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ورغبة منه في عدم الإخلال ببنود هذا التعاقد اضطر لاستكمالها.
من الحملات الدعائية التي أثارت جدلاً عبر مواقع التواصل، كانت لإحدى شركات الاتصالات، وتعاون فيها محمد رمضان مع مواطنته أنغام، ليكون هذا التعاون الأول بينهما في عمل فني. لم تقتصر المفاجأة هنا على هذا التعاون، لكن ظهر كل منهما برفقة أسرته، لإيجاد حالة من الألفة التي تماشت مع طبيعة الإعلان وكلماته الدعائية.
عدد كبير من الفنانين اجتمعوا في إعلان واحد لصالح إحدى شركات المحمول، وهم إسعاد يونس، هند صبري، خالد النبوي، أحمد مالك ورزان جمال، وغنته بصوتها الفنانة إليسا، ودارت فكرته حول الحنين إلى الغائبين والرغبة في لمّ الشمل، ومن أبرز لقطاته التي أثارت اهتمام وتأثر عدد كبير من رواد مواقع التواصل، الظهور الخاص للفنانة الراحلة سهير البابلي، حيث تذكرتها صديقتها إسعاد يونس، وظهرت خلال الإعلان متأثرة أثناء مشاهدتها الصورة التذكارية التي تجمع بينهما.
من بين المشاركين في الحملات الدعائية هذا العام أيضاً، روبي ودينا الشربيني، اللتان اجتمعتا في إعلان استعراضي لصالح إحدى شركات الأجهزة الكهربائية، كما غنّى الهضبة عمرو دياب، لصالح إحدى شركات العقارات، فيما روّج أحمد عز، لإحدى شركات المحمول.
لاحظ عدد من رواد مواقع التواصل، وجود تشابه كبير بين الأفكار التي قُدّمت هذا العام والتي سبق تقديمها في السنوات الماضية، وهو ما جعلنا نطرح تساؤلاً حول وجود حالة من الافتقار في الأفكار الدعائية لهذه السلع والخدمات... وأجابتنا الدكتورة سارة فوزي، مدرّسة الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام جامعة القاهرة، حيث أكّدت لـ"النهار العربي" أنّه بالفعل باتت الأفكار مستهلكة، حيث يعتمد صنّاع الإعلانات الآن على استغلال تأثر الجمهور بلمّة العائلة، والحنين إلى الغائبين، في حين أنّ هناك نوعاً من الحملات الدعائية وهو الكوميديا الدرامية، غائب عن الساحة رغم تحقيقه نجاحات كبيرة في الفترة ما بين العامين 2011 و 2014، فضلاً عن أنّ تكرار الوجوه باعتبارهم سفراء هذه العلامات التجارية، قد يكون سبباً في شعور المتلقي بحالة من الملل وعدم التجديد.
كما كشفت الدكتورة فوزي عن رأيها في الهجوم الذي طال تامر حسني، بسبب ترويجه لإحدى الشركات التي طالبت الجماهير العربية بمقاطعتها، فأشارت إلى أنّ هذا كان متوقعاً، لكنها ترجح أنّه تمّ التعاقد عليه قبل اندلاع هذه الأحداث، لكن بشكل كبير ستؤثر على جماهيريته، وتتوقع أن يحدث الأمر نفسه مع بعض المشاهير الذين سيظهرون في الأيام المقبلة، مروجين لإحدى الشركات التي طالب الجمهور بمقاطعتها أيضاً.