فن صحة وتغذية موضة وجمال متفرقات مقابلات اسرة مقالات مطبخ ابراج مشاهير رياضة من نحن اتصل بنا
ositcom-web-development-in-lebanon

تحقيق/ العنوسة.. بوابة جهنم للمجتمع الحالي!

اسرة | خاص






العنوسة.. مشكلة اجتماعية تختلف ابعادها واسبابها وانعكاساتها بين بيئة ثقافية وأخرى. وفي لبنان تتفاقم هذه المشكلة لخلفيات متعددة ابرزها عجز شريحة واسعة من الناس عن  توفير حياة كريمة للأسرة المستقبلية، فضلا عن مناخ الحرية الذي وسع هامش العزوبية وساهم في تأخر سن الزواج.
هناك اسباب فيزيولوجية تتعلق بمستوى الجمال واخرى نفسية جوهرها احساس الفتاة بعدم الحاجة الاقتصادية للرجل ورغبتها بالتحرر من قيود العائلة ومتطلباتها ، خصوصا وان العديد من الفتيات يعتبرن ان الزواج يقيد حريتهن ويسهم في اجهاض احلامن ، وهذا ما ينسحب على الشباب الذين يبتغون حياة ملؤها الحرية الشخصية بعيدا عن الالتزامات العائلية وضغوطها في ظل الظروف الصعبة  التي يعيشها على المستويات الاقتصادية والمعيشية وعدم القدرة على توفير متطلبات بناء عائلة.
هذه البانوراما المعقدة لخلفيات العنوسة تنتهي بطبيعة الحال الى تداعيات اجتماعية ونفسية مع تقدم العمر ابرزها الاحساس بالوحدة وعدم الامان وفي العديد من حالات الانحراف خصوصا مع مناخ الحرية الذي تعممه مواقع التواصل الاجتماعي، والتأثيرات السلبية ومواقع اباحية باتت في متناول اليد.
" ليل نهار" استطلعت آراء عدة مع فتيات وشبان يعانون من مشكلة العنوسة :
أشارت سهير وهي فتاة قاربت سن الاربعين تعيش وحيدة الى جانب اشقائها، الى انها نشأت في بيئة فقيرة وكانت ترفض الشبان الذين يتقدمون لطلب الزواج منها بسبب اوضاعهم المتردية ، ومع مرور الايام بدأت تتحسر من وطأة الزمن والجروح التي يحفرها في روحها. وأضافت انها تشعر بوحدة قاتلة وتخشى المستقبل بغياب عائلة تحميها في شيخوختها، خصوصا وانها تعمل في مؤسسة للتجميل وهي معرضة لفقدان عملها في اية لحظة، وفقدان موردها الوحيد في ضوء الوضع المالي العصيب لاشقائها.
وكشف رواد وهو مهندس مدني تجاوز عمره الـ37 عاما ، أنه لم يستطع حتى اللحظة تأمين عمل ثابت وبدخل ثابت، ولا يملك مكان سكن مستقل يؤهله للزواج ، وهذا ما دفعه لتأمين عمل اضافي لعله يفلح في توفير ايجار شقة او شرائها بالتقسيط عبر احد المصارف مع علمه ان ذلك سيرتب عليه اعباء مالية قاسية في ظل الازمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
وعن اوضاعه النفسية الحالية قال انه يعاني من الكآبة والوحدة وعدم القدرة على التكييف مع المحيط في ضوء الواقع الذي يعيشه ألا هو الحرمان من الإحساس بالابوة.
وشرحت سمية وهي فتاة تبلغ من العمر 38 عاما معاناتها ، فأكدت ان اهلها هم السبب في عنوستها لرفضهم لشخص كانت تبادله الحب بسبب التفاوت الاجتماعي، وهذا ما دفعها الى رفض فكرة الزواج والانفصال عن اهلها للعيش وحيدة.
وردا على سؤال اجابت انها مستعدة للزواج من الشخص الذي احبته فيما لو تقدم لطلب يدها من جديد، خلافا لارادة عائلتها الغنية، علما ان هذا الشخص متزوج حاليا وله ولدان .
وأكد حسن وهو شاب تجاوز سن ل 45 ، وهو يملك منزله الخاص ، ويعمل في قطاع التجارة الحرة ومدخوله مرتفع نسبيا ، أنه لا يؤمن بالزواج لانه يريد حياة ملؤها الحرية خصوصا وانه كثير السفر الى الخارج ولا ينقصه شيئا فيزيولوجيا ونفسيا كما ذكر.
وعما اذا كان يخشى الشيخوخة وهو وحيد، اجاب انه تعود على الوحدة، ولديه رصيد مصرفي يحميه في شيخوخته مستطردا اذا اقتضت الحاجة، اتزوج للسترة والفتيات كثر.
وللاطلاع على موضوع العنوسة اكثر ، تحدثنا مع الباحث الاجتماعي منذر بو عرم حيث رأى ان ظاهرة العنوسة طبيعية وهي سمة من سمات المجتمعات الانسانية على مدى التاريخ الاجتماعي. واوضح ان انتشارها في لبنان في العقود الاخيرة يعود لعدة اسباب ابرزها الحرب الاهلية وما ادت اليه من تفكك مجتمعي وانهيار للبنى الاقتصادية، فضلا عن توسع دائرة الفقر والبطالة والهجرة التي ساهمت ليس فقط في تأخير سن الزواج بل وايضا في تفشي مشكلة العنوسة.. واضاف بو عرم ان فشل الحكومات المتعاقبة في حل مشاكل العمل والسكن بعد الحرب، والركود الاقتصادي المزمن تسببا في عجز شريحة الشباب عن توفير دخل ثابت بدوام عمل دائم، وعن الحصول على مكان مستقل للسكن بسبب غلاء الاسعار.
كل هذه الامور القت بظلالها القاتمة على مستقبل هذه الشريحة، وعدم قدرتها  على بناء عائلة.
واشار بو عرم الى حالات الخلاف والانفصال العديدة التي حصلت نتيجة عدم توافر الفرص المتاحة في الحياة للشباب. وحذر بو عرم من المخاطر الناجمة عن العنوسة على المستويين الفردي والاجتماعي شارحا وجهة نظره بالقول ان العنوسة هي بوابة جهنم النفسية للفتاة او الشاب العانس لانها ترفع معدلات الاحساس بالحرمان وبالتالي تُولد شخصية مضادة للمجتمع ومؤهلة للانحراف.. وهذا ما يبدو واضحا من حوادث الاغتصاب التي تزداد يوما بعد يوم ومن حالات الانتحار لفقدان الامل بالمستقبل .
اما على المستوى الاجتماعي، رأى بو عرم ان العنوسة اسهمت في شيخوخة  المجتمع اللبناني، وتراجع نسبة الناشطين اقتصاديا، وهذا ما ينعكس سلبا على النشاط الاقتصادي على مستويي الانتاج والاستهلاك ليبقى الشباب في حلقة مفرغة من الحرمان الاجتماعي والنفسي والجسدي .
وردا على سؤال عن الحل المناسب، رأى بو  عرم ان الحل لهذه المشكلة يبدأ بمعالجة مشاكل العمل والسكن، وهذا ما يجب على الحكومة ان تضع سياسات توفر فرص العمل وبناء مساكن شعبية لمنحها للشباب بقروض ميسرة وطويلة الأمد .
كما اقترح العودة الى التقليد الاجتماعي الذي كان سائدا في القرن الماضي وما قبله لجهة إقامة الشاب مع أهله في اسرة نواتية او عائلة مركبة والابتعاد عن مظاهر البذخ والاسراف والاكتفاء بالضرورة من الحاجات مما يسمح بحل جزئي يحد من مشكلة العنوسة على المدى البعيد.

أخبار ذات صلة

اسرة

نصائح لتقوية شخصية الطفل

اسرة

نصائح لأمان طفلك في السيارة

اسرة

أعراض مخيفة.. دراسة تكشف تأثير تيك توك على المراهقين

اسرة

من يعاني من صعوبة التكيف مع الطلاق أكثر النساء أم الرجال؟

اسرة

الأكاذيب البيضاء تشجع الطفل على الكذب

ositcom-web-development-in-lebanon