Oct. 24, 2023, 5 p.m.
مع موسم العودة إلى المدارس تخشى الأمهات على أطفالها من الخجل بسبب طبيعتهم الحساسة وعدم قدرتهم على تكوين صداقات بسهولة، ويسوارهن القلق أيضا من أن يصبح الطفل هدفا لزملائه المتنمرين.
من الضروري أن تتابع كل أم مستوى الخجل لدى طفلها وتتعرف على أسبابه وتأثيره، حتى تستطيع مساعدته قبل أن يتفاقم ويؤثر بشكل كلي على حياته.
ما الخجل؟
تُعرّف منظمة "كيدز هيلث" (Kidshealth) الخجل بأنه الشعور بالارتباك وعدم الراحة والخوف قليلا من الوجود بالقرب من أشخاص آخرين، ويميل الطفل الخجول إلى الانسحاب من المواقف الاجتماعية.
ويولد بعض الأطفال خجولين وأكثر حساسية، ويخشون من أحكام الآخرين عليهم وبالتالي يفضلون الانسحاب وعدم التعبير عن النفس.
ولا يعد الخجل، بالضرورة، أمرا سيئا. فمن الطبيعي أن يستغرق الطفل بعض الوقت ليشعر بالراحة مع أشخاص جدد ومواقف جديدة، وفي تلك الحالة يكون الخجل مؤقتا، ويعد أمرا طبيعيا غير مثير للقلق.
كيف تتأثر حياة الطفل بالخجل؟
من الطبيعي أن يشعر معظم الأطفال بالخجل من وقت لآخر، لكن حياة البعض تتأثر بشدة بسبب خجلهم الدائم والمستمر، وتسرد مؤسسة "بيتر هيلث" (Betterhealth) بعض الجوانب السلبية التي تتأثر بها حياة الطفل نتيجة الخجل، ومنها:
1- انخفاض فرص تطوير المهارات الاجتماعية أو ممارستها.
2- عدم القدرة على تكوين صداقات.
3- انخفاض المشاركة في الأنشطة الممتعة التي تتطلب التفاعل مع الآخرين، مثل الرياضة أو الرقص أو الدراما أو الموسيقى.
4- زيادة الشعور بالوحدة وعدم الأهمية وتقليل الثقة بالنفس.
5- انخفاض القدرة على إنجاز الكثير من المهام بسبب الخوف من أحكام المحيطين.
6- مستويات عالية من القلق
7- آثار جسدية مثل الاحمرار والتلعثم والرعشة.
8- التعرض للتنمر والإيذاء من الأطفال الآخرين.
لماذا طفلي خجول؟
تتعدد الأسباب التي تجعل الطفل خجولا ما بين أسباب وراثية وأخرى مكتسبة. ووفق موقع "ويب ميد" (Webmd) قد يصاب الطفل بالخجل للأسباب التالية:
1- الوراثة: قد يرث الطفل سمات الشخصية من خلال أحد الوالدين المصاب بالخجل.
2- الخوف من الإخفاق: الضغط على الطفل ودفعه بقوة للنجاح وتخويفه الدائم من عدم تلبية توقعات الوالدين قد يجعله خجولا.
3- قلة التفاعل الاجتماعي: تتطور المهارات الاجتماعية في سن مبكر. ويميل الأطفال الذين نشؤوا في عزلة عن أقرانهم إلى الشعور بالخجل. ويرجع سلوك الخجل إلى المهارات الاجتماعية المفقودة، مما قد يؤثر على تفاعلهم مع أشخاص غير مألوفين.
4- سمات شخصية: يصبح الأطفال الحساسون عاطفيا والذين يتعرضون للترهيب بسهولة من قبل الآخرين خجولين.
5- العلاقات الأسرية: إذا كان أحد الوالدين مفرط في الحماية، فقد يطور الطفل خصائص الخجل. وبالعكس، إذا لم يحصل الطفل على الرعاية المستمرة والعطاء من أحد الوالدين، فقد يصاب بالقلق ويطور سلوكا خجولا.
6- انتقادات قاسية: الطفل الذي يتعرض للنقد القاسي والدائم يصبح بمرور الوقت خجولا.
7- سلوك مكتسب: في معظم الحالات، يكون الخجل من أول السلوكيات التي يتعلمها الطفل من خلال تقليد أحد الوالدين.
كيف نساعده؟
مع عودة الأطفال إلى المدارس قد يعاني الطفل الخجول أكثر من غيره، ليس فقط لصعوبة تكوين صداقات، لكن أيضا لأن خجله قد يعرضه، أحيانا للتنمر من قبل زملائه. ووفقا لمنظمة "شلا" (Chla) لرعاية الأطفال، يمكن للأم اتباع بعض الإستراتيجيات من أجل مساعدة طفلها على تخطي خجله مع العودة إلى المدرسة.
1- لا تصفي طفلك بأنه خجول: حاولي أن تشرحي للآخرين أن طفلك متحفظ قليلا عند التعرف على الغرباء ولكن ابذلي قصارى جهدك لعدم وصفه بالخجول أمامه أو حتى من ورائه.
2- عززي الثقة الاجتماعية لطفلك: لا تدفعيه إلى مواقف اجتماعية غير مريحة، أو دون سابق إنذار. ابدأي بالوجود معه في مجموعات صغيرة أو مواقف اجتماعية محدودة فيها أطفال، ثم اتركيه بمفرده لدقائق معدودة معهم وزيدي الأمر تدريجيا.
3- تعاطفي مع سلوك طفلك: شجعي طفلك على استخدام كلماته الخاصة لوصف مشاعره. واشرحي له المشاعر الكامنة وراء ذلك السلوك، وكيف تخطيتِ مشاعر الخجل في طفولتك.
4- كوني مستجيبة لاحتياجاته: من المهم أن تكوني نموذجا للشخص الواثق بنفسه مع الآخرين. كوني ودودة تجاه الأشخاص وأكثري من المقابلات الاجتماعية في وجود طفلك.
5- علّمي طفلك المهارات الاجتماعية: ساعديه في البداية على ترتيب مواعيد اللعب مع زملائه الآخرين أو المشاركة في مجموعات اللعب أو الرياضة، وشجعيه بعد ذلك أن يقود الأمر بنفسه ويرتب مواعيد اللعب مع زملائه.
6- علمي طفلك المهارات الاجتماعية: من المهم تعليمه مهارات اجتماعية معينة مثل المصافحة والتواصل بالعين عند التفاعل مع الآخرين، وطلب المشاركة في اللعب معهم.
7- قدمي التعزيز الإيجابي والثناء لطفلك: ابحثي عن فرص لبناء احترام الذات والثقة، الأطفال الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر ثقة عند التعامل مع الآخرين.
8- استشارة الطبيب: إذا كان خجل طفلك مستمرا أو شديدا لدرجة إعاقة الحياة اليومية وتكوين الصداقات، فاطلبي المساعدة من طبيب الأطفال للعثور على معالج يمكنه تقديم العلاج.