Oct. 19, 2023, 4:33 p.m.
تباينت آراء الجمهور المصري بشأن مسلسل «ما تيجي نشوف»، رغم تصدُّر حلقاته محرّكات البحث في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية. ويرى نقاد ومتابعون أنه يتناول دراما اجتماعية تشويقية، لكنه «يواجه انتقادات حول طبيعة شكل الصداقة بين الأسر في المجتمع المصري».
ويُعد المسلسل المعروض حالياً على قناة «ON»، القصة الثانية التي تُقدَّم من كتاب «55 مشكلة حب» للكاتب المصري مصطفى محمود، بعد مسلسل «ألفريدو». وهو من تأليف عمرو محمود ياسين، وإخراج محمد الخبيري؛ وبطولة هنا شيحة، وطارق صبري، ونبيل عيسى، وإسلام جمال، ونهى عابدين، وملك قورة، وأحمد جمال سعيد، وراندا عبد السلام، وورشة الكتابة سارة مصباح وولاء أمين.
تدور أحداثه في إطار اجتماعي مشوّق، حول «شلّة» أصدقاء مقرّبين وزوجاتهم، يقرّرون السفر إلى منطقة الساحل (شمال مصر) لقضاء إجازتهم الصيفية؛ وفق تقليدهم السنوي، إلا أنّ الإجازة هذه المرة يشوبها نشوب خلافات شديدة بينهم ووقوع مفاجآت، فيضطرون إلى قطعها ومغادرة الفيلا التي أقاموا فيها، والعودة إلى القاهرة، لتتطوّر الأحداث سريعاً بعد تسلُّل الشك.
في هذا السياق، يرى الناقد الفني المصري محمود مطر أنّ «المسلسل استطاع جذب نسبة عالية من المشاهدين، وتصدّر محركات البحث في حلقاته الأولى، وهو جانب غير متوقَّع يُحسب له. فبعد النجاح اللافت لـ(ألفريدو)، كان من الصعب أن يحقق الجزء الثاني هذا الانتشار، لكنه استطاع أن يثبت حضوراً واضحاً».
ووفق مطر: «واجه العمل انتقادات شديدة بسبب كيفية تناوله تطوّر شكل علاقات الصداقة بين الأسر في المجتمع المصري، وفي الوقت عينه لاقى إشادة بالغة بسبب الأداء المميّز للممثلين وخلوّه من الملل»، مضيفاً أنّ «هذا التباين كان في مصلحته».
يتعايش المُشاهد، عبر الأحداث، مع مشكلة شكّ مريم (هنا شيحة) بزوجها مخرج الإعلانات سليم (طارق صبري)، إلى أن تتأكد من خيانته لها مع صديقتها المقرّبة. كذا صديقهما أحمد جمال سعيد الذي يجسّد دور مراد، ويستعدّ للارتباط بهانيا (ملك قورة)، فيشعر بالرفض تجاه بعض سلوكها. أما إسلام جمال فيجسّد دور سيف المتزوّج من ريهام (نهى عابدين)، اللذين تُظهر الأحداث توتُّر العلاقة بينهما. في حين تبدأ مشكلة الفنان نبيل عيسى، الذي يجسّد دور علي حين يتلقى رسائل صوتية على هاتفه من مجهول يهدّده بفيديو له مع امرأة داخل الفيلا.
ويرى مطر أنّ «المسلسل يعرض حياة طبقة معيّنة في المجتمع، ونمط معيشتها، والتحدّث بأسلوبها، واستعمال كلماتها الرائجة، لذلك انتقده البعض لأنه كشف واقع هذه الطبقة».
بدوره، يرى الفنان أحمد جمال سعيد أنه «رغم خفّة العمل كما يبدو في حلقاته الأولى، ورغم أنه يخص طبقة بعينها، فإنه يتعمق تدريجياً». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «المسلسل يناقش قضايا مجتمعية، مثل خيانة بعض الأزواج، ورفض بعض الفتيات الانصياع لقيود يطلبها الشريك، كذلك تحوُّل أحد الزوجين من النقيض إلى النقيض، وتعرُّض بعض الأسر للابتزاز الإلكتروني»، مشيراً إلى أن «جميعها مشكلات اجتماعية، نشاهدها حولنا ويعانيها كثيرون؛ لذلك حقّق مشاهدة عالية».